فن البيع في الواقع هو فن التفاوض مع الآخرين فأذا تم توقيع
العقد بين المشتري والبائع , كان ذلك معناه ان المفاوضات بين
الطرفين قد كللت بالنجاح . اما اذا فشل البائع في عرض سلعته
على الوجه الأكمل , او تعثر في تنفيذ احدى وسائل البيع ,
فسيفشل في مفاوضاته وتضيع عليه الصفقة . وقد ينشأ سوء التفاهم
او النزاع من افتقار البائع الى اللباقة السياسية فالبائع مظطر
الى ان يستخدم مهارة فائقة لحمل العميل على شراء شيئ قد لايكون
راغبا فيه . اذا يتعين عليه ان يشرح الصفقة بوضوح وصدق وبطريقة
توصله الى هدفه مباشرة ليخلق موقفا يشعر فيه المشتري بان في
الشراء متعة وفائدة حقا . ومن الأسباب الجوهرية لقلة العملاء
في الصفقات الكبيرة الطويلة الأمد , التي تدر مالا كثيرا هو ان
العميل يشتري عادة ضد رغبته اذا يقع تحت ضغط قوي ويضطر الى
الشراء ولكنه لايلبث ان يندم بعد فوات الآوان على انه في
الوقت ذاته لايعود مرة اخرى الى ذلك البائع الذي يستخدم
الأحراج والضغط . وهكذا يحب على البائع الذكي ان يكون امين في
عرض سلعته فاذا فشل في بيع السلعة لاسباب مختلفة فلا يجب ان
ييأس وانما عليه ان يحاول مرة ثانية ان يعرض سلعته بطريقة افضل
. السياسة الصحيحة في البيع هي الفهم العميق لرغبات المشتري
وارضائه , ويجب ان تتذكر ان الأمور المستحيلة سوف تصبح محتملة
مع مرور الأيام وسوف تصبح المهارة واللباقة في النهاية جزء من
شخصيتك .
|