يقول الأديب الروسي انطون تشيكوف : اعتقد انه لاسعادة حقيقية
للأنسان الا بالكسل . قد يبدوا هذا الشيء غريبا نوعا ما , ولكن
اكثر مافيه من الحقيقة . فان الأنسان الذي يقضي حياته في عمل
متواصل لايتوقف عن ذلك الا ريثما يتناول لقيمات تسد جوعه , او
لان سلطان النعاس غلبه على امره , لايمكن ان يكون انسانا سعيدا
في حقيقة الأمر واذا كان لايشعر بالتعاسة , فلانه لم يتسع له
الوقت ليسأل نفسه او ليعرف طعم الحياة
اقرأ ايضا ..من هو المحظوظ وما هو
الحظ
ولتعلم انه اذا لم يتسع امامك الوقت ساعات كل يوم تشعر فيها
انك غير مطالب بشيء على الأطلاق فتستطيع ان تستلقي او تتمشى او
تقرا او تذهب الى السينما اذا لم يتسع الوقت ساعات كل يوم
لتفعل هذا كما تشاء فانت انسان غير سعيد .ان الفترة الأولى من
حياة الأنسان وبداية شبابه لاتسمح له بفعل مايشاء لان مطالب
العيش وطموح المستقبل لاتترك للأنسان وقتا للكسل , فاذا انتهى
عهد الشباب اصبحنا ارباب اسر واطفال ونفكر كيف نأمن شيخوختنا
واولادنا لذا ننهمك بالعمل ولانعطي لانفسنا فترة للكسل اللذيذ
ونؤجل هذه المتعة الكبرى الى فترة الشيخوخة , او بمعنى اصح سن
التقاعد وهو السن الذهبي الذي ينعم بالكسل الجميل فانت لاتملك
وقتا الا اذا كنت فارغا من المسؤوليات والمطالب . فكيف نحدد كم
هو سن التقاعد الجواب سوف يدهشك فالأنسان العاقل يجب ان يبدأ
التفكير بسن التقاعد وهو دون سن العشرين , فمنذ تلك الفترة يجب
ان تستعد وتفكر للتقاعد فاذا كنت تستطيع التقاعد في سن
الأربعين فلا تجعلها خمسين واياك ان تضع خطتك انك سوف تتقاعد
في سن الخامسة والستين لانك سوف لاتتمتع بالراحة والعهد الذهبي
ومتعة الكسل الا خمس سنوات وممكن ان تصبح مقعدا ومريضا
ولاتستطيع التمتع بما بقى من حياتك هذا اذا صادفك الحظ ان تعيش
فوق سن الخامسة والستين . وهنالك امر مهم هو ان تضع من البداية
خطة لهواية تستمتع بها بعد تقاعدك فلا يخطر ببالك انك سوف تسعد
بتقاعدك بقضاء ماتبقى من عمرك في لف احد ابهاميك حول الاخر او
في حبات المسبحة ومن تلك الهوايات القراءة الموسيقى صنع السجاد
الرسم جمع الطوابع البريدية والخ . وهنالك خطأ كبير وشائع هو
ان التقاعد يقصر العمر ويذكرون ان هنالك رجالا كانوا باحسن حال
وصحة فلما تقاعدوا لم يعمروا طويلا وماتوا , وتفسير ذلك ان طول
مدة العمل تضعف المقاومة فاذا توقف الأنسان مرة واحدة عن العمل
ولم يكن مايشغله اطلاقا بالهوايات التي ذكرناها سابقا كان ذلك
اشبه بنزول الشخص من القطار وهو يجري باقصى سرعته ذلك ان
اجهزته كلها مبرمجة على روتين معين وبسرعة معينة فالوقوف
المفاجئ عن روتين العمل يحدث هزه شديدة تسبب التوقف عن نشاط
الحياة والأبداع ثم الوفاة .
|