يغلب الأرتباك على الشخص الخجول مما يباعد بينه وبين حضور
البديهة وعن ان يتصف بالدعابة الخفيفة الظل , ولاشك ان الخجل
يمثل مشكلة وربما يعتقد بعض الناس ان اصحاب الخجل هم اناس
متكبرون ولكن في واقعهم الفعلي ان هم الا ضحايا هذا اللون من
الحياء او الخجل الشديد . ولعل الناس ينظرون الى الشخص الخجول
نظرة الرجل الأبكم الذي لايعرف كيف ينطق الكلمات ولكن ليس
بمستبعد ان يلجأ هذا الشخص الخجول الى رد فعل قوي يخفي به خجله
وذلك عن طريق التعارف السريع مع الناس والتهجم على بعضهم وقد
لايعرف عن هؤلاء الا القليل والتهور وكثرة الكلام ليغطي شعوره
بالنقص وجدير بالذكر ان المجتمعات الراقية تلفظ امثال هذه
الشخصية ولاتنظر اليها بعين الأرتياح . وهذا الأسلوب يدفعنا
الى الوقوف بين امرين متناقضين ام الحياء الشديد او التهجم
العنيف ورفع الكلفة مع الغير بغير ادنى تحفظ وفي واقع الأمر ان
احسن النقيضين هو الحياء الشديد لان ذلك الحياء يمكن علاجه وهو
مظهر فطري طبيعي يدعو الى الشفقة اما النوع الثاني وهو التهجم
بغير تحفظ فامر مكروه ويصعب علاجه . واذا رجعنا الى التربية
منذ الطفولة فانه من السهل ان نتبين ان الطفل يميل الى الخجل
من كل انسان غريب عليه فهي غريزة يدفعها اليه طريقة واسلوب
تهذيب الطفل , ومن الأفضل ان نتركه على حيائه وخجله الطبيعي
افضل من الطفل الذي يتخلص طفرة واحدة من قيود الحياء والخجل
لان الحياء امر مهم في المجتمعات فمن لاحياء له لاكرامة له ولا
ادب والمجتمع ينظر الى الشخص من خلال كرامته وحسن اسلوبه في
الحديث وتصرفه في السلوكيات المختلفة .
|