لكي نعرف قيمة المناقشة يلزم ان نقارن بينها وبين المحاضرة
سواء المحاضرة عظة دينية او بحثا علميا او خطابا لمناسبة ما ,
يكون المستمعون في المحاضرة سلبيين فلو كانت المحاضرة قوية
مؤثرة فقد تثير اهتمامهم لكنها يندر ان تصل بهم الى قرار حاسم
واضح , وذلك ان الفرد في المحاضرة طرف مستقل , اما في المناقشة
فالفرد ايجابي يعبر يعبر عن رايه ويناقش مشكلاته ولو كان
القرار الذي تود الجماعة ان تتخذه صعبا , فانه من الأسهل لهم
كجماعة ان يتفقوا على اتخاذه عنهم كأفراد , فان الفرد في غالب
الأحيان لايجرؤ على تنفيذ فكرة جديدة خزفا من انتقاد الجماعة
له , فلو ناقش الأمر مع الجماعة وكان مقنعا سوف يجد دعما ولو
من افراد قلة يعاونونه على اتخاذ خطوة جديدة ماكان ليتخذها لو
كان منفردا ان تغيير الأتجاهات والقرارات تتم بصورة اقوى وانجح
مع الجماعات لامع الأفراد لان الفرد ممكن ان يقتنع بفكرة ولكن
قد لاينفذها خوفا من انتقاد الناس اليه . لذا تعتبر المناقشة
انجح وسائل الأقناع ففي المناقشة يتطور تفكير الجماعة وهم
يسهمون في ابداء ارائهم فالحوار عملية تربوية لانه يوضح
الأفكار في ذهن الفرد ويوسع معارفه ويدربه على المجتمع
الديموقراطي لذا تسهم المناقشة في تغيير القرارات والقضاء على
الشرور الأجتماعية وحل المشاكل . اما
اذا كان الشخص لايسمح بمناقشة او تفاهم او دراسة للأمر من جميع
نواحيه فهذا يسمى بالمتعصب انه الشخص الذي يسعى لغرضه الشخصي
دون اكتراث لهدف الجماعة وعملها ولايقبل التفاهم باية صورة من
الصور .
|